مصر… تصنع التاريخ من جديد في شرم الشيخ

الثلاثاء ١٤ - أكتوبر - ٢٠٢٥
بقلم: د. فريد شوقي المنزلاوي
في الوقت الذي تتشابك فيه خيوط السياسة العالمية، وتتصاعد أصوات السلاح فوق صوت العقل، تعود مصر – كعادتها – لتكتب فصلاً جديدًا من فصول المجد الوطني، على أرض شرم الشيخ، مدينة السلام التي لم تخذل رسالتها يومًا.
من هناك، ومن تحت شمس سيناء، يشهد العالم اليوم مشهدًا استثنائيًا بكل المقاييس: حضور دولي على أعلى مستوى، في مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتفاعل إقليمي غير مسبوق حول الرؤية المصرية الشاملة لتحقيق السلام العادل والمستدام في الشرق الأوسط.
لكن خلف هذا المشهد المهيب، تقف عقلية فريدة… عقلية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرجل الذي جعل من الواقعية السياسية أداة للبناء، ومن القوة وسيلة لحماية الاستقرار، ومن مصر مركزًا لتوازن العالم في زمنٍ يميل إلى الفوضى.
السيسي… مدرسة في فن إدارة الأزمات
حين يتحدث الرئيس السيسي عن السلام، لا يتحدث بلغة الخطابات، بل بلغة الأفعال والنتائج.
فمنذ اللحظة الأولى للأزمة، تحركت الدولة المصرية بخطوات محسوبة، وبدبلوماسية راقية، تحمل بين طياتها الثقة والهيبة.
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض القوى تسعى لتحقيق مكاسب آنية من الدماء، كانت مصر تسعى إلى حقن الدماء.
وفي الوقت الذي اكتفت فيه دولٌ بالتصريحات، كانت القاهرة تعمل في صمت، تبني الجسور وتجمع الخصوم، لتصنع واقعًا جديدًا عنوانه: لا حل في الشرق الأوسط دون مصر.
هذا النجاح لم يأتِ مصادفة، بل هو نتاج رؤية استراتيجية شاملة وضعها الرئيس السيسي منذ توليه المسؤولية:
رؤية تجعل من مصر دولة مبادرة لا منفعلة، فاعلة لا تابعة، تقود بالمنطق والحكمة لا بالشعارات والاندفاع.
المخابرات العامة المصرية… العقل الهادئ خلف الإنجاز
وراء كل هذا النجاح يقف جهاز وطني عريق، يعمل بصمت ويصنع المعجزات دون ضجيج: المخابرات العامة المصرية.
برعاية وتوجيهات الرئيس، قاد الجهاز هذا الملف بحرفية تُدرَّس في مدارس العمل الاستخباري والدبلوماسي حول العالم.
لقد أدار رجال المخابرات المصرية المفاوضات في شرم الشيخ بذكاءٍ شديد وهدوءٍ لافت، جمعوا بين الدقة في التفاصيل، والحكمة في إدارة الاختلافات، حتى تحوّلت الخلافات المستحيلة إلى نقاط اتفاقٍ واقعية وممكنة.
ويأتي اسم اللواء حسن رشاد في مقدمة هؤلاء الأبطال الذين يجسدون المعنى الحقيقي للقيادة الصامتة.
رجلٌ يتعامل مع القضايا الشائكة بعقلٍ بارد، وصدرٍ رحب، وإيمانٍ عميق بأن أمن مصر لا يُدار بالانفعال، بل بالفكر والرؤية والاتزان.
إن ما جرى في شرم الشيخ لم يكن مجرد اجتماع أو مفاوضات سياسية…
بل كان عرضًا عمليًا لقدرة الدولة المصرية على الجمع بين الحزم والإنسانية، وبين القوة والعقلانية.
شرم الشيخ… مدينة السلام التي تتحدث باسم مصر
كم هو مشهد مهيب أن ترى قادة العالم يجتمعون على أرض مصر، يستمعون لرؤية رئيسها، ويثقون في قدرتها على قيادة الحلول لا إدارة الأزمات فقط.
لقد أصبحت شرم الشيخ اليوم منصة القرار الإقليمي والدولي، وعنوانًا لمعادلة جديدة تقول:
“حين تغيب البوصلة، تتجه الأنظار إلى القاهرة.”
وفي حضور ترامب، والوفود الإقليمية والدولية، بدا واضحًا أن العالم بات يدرك أن الشرق الأوسط لا يمكن أن يستقر إلا بإرادة مصرية.
فلم تعد القاهرة مجرد وسيط، بل أصبحت الضامن والضابط لإيقاع التوازن الإقليمي.
السلام… رؤية مصرية خالصة
الرئيس السيسي لم يتعامل مع ملف السلام كحدثٍ سياسيٍ مؤقت، بل كرؤية حضارية وإنسانية تمتد جذورها إلى فلسفة الدولة المصرية عبر التاريخ.
فمصر التي علّمت العالم معنى الحضارة، تُعيد اليوم تعريف معنى السلام القوي…
سلامٌ لا يقوم على الضعف، بل على العدل.
سلامٌ تحميه الجيوش، وتبنيه العقول، ويصونه الإخلاص الوطني.
وفي كل مشهدٍ من مشاهد المفاوضات، كانت بصمات مصر واضحة:
• ترتيب دقيق.
• إدارة هادئة.
• رسائل سياسية عميقة دون تصريحٍ واحدٍ عشوائي.
لقد أظهرت مصر أن القيادة الواعية قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، وأن الدبلوماسية الهادئة هي أقصر الطرق إلى كسب احترام العالم.
مصر أولاً… والعالم من بعدها
اليوم، ونحن نتابع فعاليات شرم الشيخ، نشعر جميعًا بالفخر أننا ننتمي إلى هذا الوطن الذي لا يعرف المستحيل.
فمصر لا تنتظر الإشادة من أحد، لأنها تعرف قدر نفسها.
ومن حق كل مصري أن يرفع رأسه عاليًا ويقول:
“أنا من بلدٍ تصنع السلام… وتقود العالم نحو التوازن من جديد.” ????????
ختامًا… رسالة إلى العالم
إن ما يحدث في شرم الشيخ اليوم ليس مجرد حدثٍ سياسي، بل درس في الوطنية والعقلانية والسيادة.
درسٌ تُقدمه مصر لكل من أراد أن يفهم كيف تُدار الأمم الكبرى، وكيف تُصاغ القرارات المصيرية.
وإن التاريخ سيسجل أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن مجرد زعيم في زمنٍ مضطرب،
بل كان العقل القائد في زمنٍ فقد فيه العالم صوته.
قاد بلاده بحكمة الجندي وإخلاص القائد ووعي المفكر، حتى أصبحت مصر – بحق – صاحبة الكلمة المسموعة في الشرق والغرب.
من شرم الشيخ، من أرض السلام، نقولها للعالم بصوتٍ واحد:
هنا مصر… وهنا يولد الأمل من جديد