مصر… حين تتكلم تصمت البنادق

السبت ١١ - أكتوبر - ٢٠٢٥
بقلم: د. فريد شوقي المنزلاوي
في لحظةٍ كانت فيها المنطقة تقف على حافة الانفجار، وبين صرخات الأطفال تحت ركام غزة، وصدى الصواريخ العابرة للحدود،
كان لابد أن يظهر صوت العقل والحكمة… صوت الدولة التي لا تساوم على الإنسانية، ولا تتراجع عن دورها التاريخي مهما اشتدت العواصف.
إنه صوت مصر… وصوت قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
منذ اندلاع الأحداث في غزة، تحركت الدبلوماسية المصرية بأعلى درجات الاحتراف والمسؤولية.
لم تكن مصر تبحث عن مجدٍ سياسي أو مكسبٍ إعلامي، بل عن وقف نزيف الدم، واستعادة الحياة إلى أرضٍ أنهكتها الحروب.
ورغم التعقيدات والتجاذبات الإقليمية، نجح الرئيس السيسي في أن يجعل من شرم الشيخ – مدينة السلام – منصة للحوار الآمن،
ومقرًا للمفاوضات التي جمعت قادة الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسهم قيادة حركة حماس، تحت حماية ورعاية مصرية كاملة.
لقد أثبتت مصر – بقيادة الرئيس السيسي – أنها الدولة الوحيدة القادرة على جمع الأضداد على طاولة واحدة،
بفضل ما تتمتع به من ثقة إقليمية ودولية لا تضاهى.
وفي الوقت الذي كانت فيه القوى الكبرى تكتفي بالبيانات، كانت المخابرات العامة المصرية تعمل ليلًا ونهارًا على الأرض،
تفتح القنوات المغلقة وتبني الجسور بين الخصوم، حتى تحقق ما كان يُظن أنه مستحيل.
عملت بعقلية الدولة القائدة لا التابعة، وباحترافٍ نال احترام العالم.
ولا يمكن في هذا المقام إلا أن نُشيد بالدور البطولي للمخابرات العامة المصرية، بقيادة اللواء حسن رشاد،
الذي جسّد نموذج القائد الهادئ القادر على إدارة الملفات الشائكة بحكمة وصبر.
فما جرى في شرم الشيخ لم يكن مجرد مفاوضات سياسية، بل استعراضًا لقدرة الدولة المصرية على الجمع بين القوة والإنسانية، بين الحزم والحكمة.
لقد جاءت نتائج تلك المفاوضات لتؤكد أن القيادة المصرية تمتلك رؤية شاملة،
لا تنظر فقط إلى وقف إطلاق النار، بل إلى ما بعد الحرب: إعادة الإعمار، وترتيب الصف الفلسطيني الداخلي،
وتهيئة الأرضية لاستقرار دائم يليق بشعبٍ عانى طويلاً.
اليوم، تقف مصر شامخةً أمام العالم، وقد أعادت تعريف دورها الإقليمي كقلب الأمة النابض، وصاحبة الكلمة الفصل في زمن الفوضى.
وحين تتحدث القاهرة… يُصغي الجميع.
وحين تتحرك مصر… تُفتح أبواب الأمل من جديد.
إن التاريخ سيسجل بحروفٍ من ذهب أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن مجرد وسيط في هذه الأزمة،
بل كان صانع السلام الحقيقي، الذي جعل من القوة أداة لحماية الإنسان، ومن الدبلوماسية جسرًا للعدالة.
لقد كتب لمصر فصلاً جديدًا في كتاب الدبلوماسية الحديثة، عنوانه: السلام يصنعه الأقوياء.
وما أروع تلك اللحظة التي رأينا فيها وفود الفصائل الفلسطينية تغادر شرم الشيخ بابتسامةٍ من قلب الجرح…
ابتسامة تقول:
هنا مصر… وهنا يولد السلام من جديد.
د.فريد شوقي المنزلاوي