لا أحد في هذه الحياة بمعزل عن الألم، فالمعاناة جزء لا يتجزأ من الرحلة الإنسانية، سواء كان ذلك

بفقدان عزيز أو مواجهة المرض أو أي محنة أخرى، لكن هناك من يحول هذه المعاناة إلى قوة

تدفعه للأمام، وملك مصطفى، الفتاة ذات الثمانية عشر عامًا، هي مثال حي على ذلك

 رغم ابتلائها منذ ولادتها بضمور المخ، وفقدان والدها في حادث مأساوي، ثم بتر قدمها اليسرى

لم تستسلم لليأس. بل قاومت بكل شجاعة حتى حققت حلم أهلها، وحصلت على مجموع 89% في

الثانوية العامة، لتلتحق بكلية الإعلام بجامعة القاهرة

تروي ملك قصتها  قائلة: ولدتُ مصابة بضمور المخ بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة، مما أدى

إلى إعاقتي حركيًا، تقبلت قضاء الله، والتحقت بالمدرسة، لكنني كنت أذهب فقط خلال الامتحانات

وأعتمد على الدروس الخصوصية في المنزل. وفي الصف الثالث الثانوي، بدأتُ الذهاب إلى السناتر التعليمية

ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد، إذ أصيبت والدتها بكسر مضاعف في قدمها، واضطرت لإجراء تسع عمليات

وظلت غير قادرة على الحركة لمدة خمس سنوات. أما أخوها، فقد نجا بأعجوبة من الحادث

وسط هذا الظلام، كان هناك نور يشع من عزيمة ملك، تقول: في تلك السنوات العصيبة

تولى جدي وجدتي رعايتنا، وكان جدي يرافقني في جلسات العلاج الطبيعي، ومنذ تلك اللحظة

قررتُ أن أجعل من محنتي دافعًا للنجاح، وأن أحقق حلم والدي وأهلي بدخول كلية الإعلام

واليوم، ها أنا طالبة في الفرقة الأولى، ورحلتي لم تنتهِ بعد

تختتم ملك حديثها برسالة أمل لكل من يواجه التحديات: لكل شخص لديه إعاقة، التحدي والصبر

هما مفتاح النجاح، أنت قادر على تحقيق المستحيل، فقط آمن بنفسك، الله خلقنا في أحسن تقويم

فلا تسمح لأحد أن يحبطك أو يقلل من عزيمتك، اصنع طريقك، وحقق حلمك، فأنت تستحق الأفضل