مصر و الاهلي والزمالك والجزر المنعزلة

الأربعاء ١٢ - مارس - ٢٠٢٥
مباراة القمة التي لم تلعب بالنسبة لي هي ليست مجرد مباراة كرة قدم بين اكبر اندية مصر بل هي مؤشر لطريقة عمل المؤسسات بل والوزرات في مصر
ما حدث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الجميع يعمل في جزر منعزلة و منفصلة وانه ليس هناك اي عمل مؤسسي وان الامور تسير حسب الاهواء او بعشوائية .
كيف نختلف ؟ وهناك دستورا يحكم الجميع
نعم دستور فلائحة المسابقات هي دستور اداء الفرق للمباريات وقواعد ذلك ووجود اتحاد كرة و رابطة الاندية ورغم ذلك نعمل كجزر منعزلة .
و الخلافات الحزبية التي لا يحسمها القضاء بالرغم من وجود دستورا لها وهي لائحة النظام الاساسي في الاحزاب ووجود لجنة شئون الاحزاب ولا تحسم ونعمل في جزر منعزلة .
الاحكام القضائية و اختلاف درجات التقاضي وانواعه وعدم تنفيذ الاحكام لنعمل في جزر منعزلة .
وجود برلمان ووجود نواب ووجود حكومة تاخذ ثقتها من النواب المفترض انهم لسان حال الشعب
والشعب لا يرضي عن ممثليه ولا توجد رقابة واصبحت الحكومة هي المشرع الاول ولا رقابة عليها ورغم وجود دستور لكن المؤكد اننا نعمل في جزر منعزلة .
القرارات الادارية المتضاربة وتجارب التعليم رغم وجود رؤية مصر ٢٠٣٠ التي لا يتم تنفيذها كاملة مما يؤكد اننا نعمل في جزر منعزلة .
تغول السلطة التنفيذية علي السلطة التشريعية و تدخلها في السلطة القضائية رغم وجود دستور يمنع ذلك ويقضي بالفصل بين السلطات مما يؤكد اننا متقوقعين في جزر منعزلة .
في الاخير العمل المؤسسي واتباع القوانين وعدم مخالفة الدستور في كل المجالات هو الحل الامثل وليس غيره
قد يراها البعض مجرد مباراة و محبي كل فريق يدافع عن وجهة نظر فريقه
لكني اراها لحظة فارقة من الممكن ان تكون بداية مأسسة كل ما يدور في حياة المصريين
فالعمل المؤسسي يصنع الفارق ونتائجه مبهرة ويتقبلها الجميع . وليس الجزر المنعزلة الفاشلة
حفظ الله مصر
أ/سعد الجمل