الإدمان مش مشكلة شخص واحد، دي مشكلة مجتمع كامل.

وعشان نواجهها بجد، لازم الكل يشارك… مش بس الأهل والمدارس، لكن كمان الأحزاب السياسية، لأنها صوت الشباب في البلد، وممكن يكون ليها دور كبير جدًا في الحماية والتوعية.

1. التوعية أهم سلاح

الأحزاب عندها قدرة توصل للناس في كل مكان، من المدن للقرى.
تقدر تعمل حملات توعية بسيطة تحكي عن خطورة الإدمان، مش بطريقة تخوف، لكن بطريقة تفهم الشباب إنهم يستحقوا يعيشوا أحسن.
تقدر تعمل ندوات، مؤتمرات، أو حتى لقاءات صغيرة في النوادي أو الجامعات تتكلم فيها بلغة قريبة منهم.

2. خلق بيئة داعمة للشباب

الشاب اللي عنده فرصة، مش هيدور على طريق غلط.
الأحزاب ممكن تساعد الشباب يلاقوا طريقهم الصح من خلال:

دعم المشروعات الصغيرة.

تنظيم تدريبات ومبادرات للشباب اللي عايز يشتغل أو يتعلم مهارة جديدة.

فتح مساحات حوار يسمعوا فيها الشباب بدل ما يحسوا إن صوتهم مش مسموع.

لما الشاب يحس إنه مهم، وإن البلد محتاجاه، عمره ما هيختار طريق يضيعه.
 3. دعم الصحة النفسية

مش كل اللي بيتعاطى مخدرات بيعمل كده لأنه فاسد، ساعات بيكون مريض نفسي ومش لاقي حد يفهمه.
الأحزاب ممكن تفتح باب التعاون مع الأطباء النفسيين والمراكز المتخصصة، وتعمل برامج دعم نفسي مجانية أو جلسات استشارة للشباب اللي محتاج يسمع كلمة تساعده قبل ما يقع في الخطر.

 4. تشجيع القدوة الحسنة

الشباب بيتأثروا بالقدوة أكتر من الكلام.
الأحزاب ممكن تبرز قصص شباب حقيقيين كانوا قريبين من طريق الإدمان، وقدروا يتغيروا ويبدأوا حياة جديدة.
القصص دي بتلهم وبتخلّي الشباب يحسوا إن التغيير ممكن وإن الأمل لسه موجود.

 5. الشراكة مع الدولة والمجتمع المدني

مفيش حزب يقدر يحل المشكلة لوحده، لكن لما يتعاون مع الدولة والمؤسسات الاجتماعية والمدارس والجامعات، ساعتها التأثير بيكون أقوى.
تعاون بسيط بين الكل ممكن ينقذ آلاف الشباب من الإدمان، لأن الجهود لما تتجمع بتعمل فرق حقيقي.

 6. بناء الثقة بين الشباب والأحزاب

الشباب محتاجين يحسوا إن الأحزاب بتفكر فيهم بجد، مش بس وقت الانتخابات.
لما الحزب يكون قريب منهم، يسمع مشاكلهم، يساعدهم يحققوا أحلامهم، ويقف جنبهم في أوقات ضعفهم، وقتها الشباب هيصدقوا إن الأحزاب دي بتخدمهم فعلًا.
كلمة أخيرة

الإدمان مش عدو شخص، ده عدو المستقبل.
ولما الأحزاب تمد إيدها للشباب وتحتويهم هتقدر تغير حياتهم وحياة المجتمع كله.
الوقاية مش في العقاب، الوقاية في الفهم، والاهتمام، والحب.
ولو كل حزب بدأ بشاب واحد يساعده يبعد عن الإدمان، بكرة ممكن يكون عندنا جيل كامل أقوى، أنضج، وأجمل.

أن الشباب مش محتاج وعود… محتاج فرصة.
والأحزاب الحقيقية هي اللي بتدي الفرص مش الشعارات.

بقلم: دكتورة داليا خليل
اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان