أهمية الصحة النفسية في حياتنا

السبت ٢٧ - يوليو - ٢٠٢٥
بقلم : دكتورة أماني غريب
أهمية الصحة النفسية فى حياتنا
يعتبر الإنسان هو اللبنة الأساسية للمجتمع وجوهر بنائه، فالإنسان السوي هو مصدر النهضة والفكر و التقدم
ولكي يقوم الفرد بأداء واجباته ومهامه الذاتية والإجتماعية على أكمل وجه لا بد أن يكون متمتعاً بصحة نفسية عالية تخلو من الاضطرابات والمشاكل التي تؤثر بشكل سلبي في بذله وعطائه وإنجازاته
فالفرد المصاب باضطراب أو خلل نفسي له أثر سلبي يعود على ذاته وعلى الآخرين من حوله
فيقف عائقاً في وجه تقدمه وإنجازاته
و الصحة النفسية تصل بالفرد إلى الانسجام والتوافق النفسي والاجتماعي، والقدرة العالية على الإنتاجية
والسعادة والعطاء
بالإضافة إلى سلامة الصحة النفسية للفرد تجعله فى صحة جسدية قوية، حيث إنّ مدلولات النفس و مكنوناتها ومستوى سلامتها و توافقها
ليست ماديّة ملموسة من الممكن قياسها، إنما يُستدلّ عليها من خلال السلوك الخارجيّ للفرد وتفاعلاته واستجاباته
وعلى ذلك فإنّ التعريف البسيط والشامل للصحة النفسية
هي حالة الفرد السائدة والمستمرة والتي يكون فيها مستقراً و متوافقا نفسيّاً واجتماعيّاً
بالإضافة إلى الشعور بالسعادة مع الذات ومع الآخرين
وبالتالي القدرة على تحقيق وتقدير الذات، واستغلال المهارات والكفاءات الذاتية بأقصى حد ممكن
أي أنها السمة الإيجابية التي يتمتع بها سلوك الفرد واتجاهاته تجاه ذاته وتجاه الآخرين
فيكون بذلك فرداً سعيداً ومتوازناً وحسن الخلق
ومن الأهمية الكبرى للصحة النفسية على الفرد والمجتمع، فهي تزرع السعادة والاستقرار والتكامل بين الأفراد، كما لها الدور المهم في اختيار الأساليب العلاجية السليمة
والمتوازنة للمشكلات الاجتماعية التي قد تؤثر في سلامة عملية النمو النفسي للفرد، فتكون حياته خالية من التوترات والمخاوف والشعور الدائم نسبياً بالهدوء والسكينة والأمان الذاتي
إن الصحة النفسية تُنشئ أفراداً مستقرّين وأسوياء، وبالتالي فهي تزيد المجتمع قوةً وتماسكاً
الصحة النفسيّة فعَّالة لذات الفرد، فهي تتيح له الفرصة بفتح آفاق نفسه والقدرة على فهم ذاته والآخرين من حوله
وتجعله أكثر مقدرة على سيطرة وضبط العواطف والانفعالات والرغبات، وتوجيه السلوك بشكل سليم بعيداً
عن الاستجابات غير السويّة
تمتُّع الفرد بالصحة النفسيّة تجعله أكثر قابلية للتعامل الإيجابي مع المشكلات المختلفة وتوازن الانفعالات عند الوقوع تحت الضغوط الحياتيّة المختلفة
والتغلب عليها، وتحمل المسؤوليات دون الهرب والانسحاب
الصحة النفسية تجعل الفرد متوافقاً مع ذاته متكيّفاً مع مجتمعه، فغالباً ما تكون سلوكياته سليمة
ومحبوبة ومرضية لمن حوله
كما أنّ للصحة النفسية الأهمية الكبرى على الصعيد الاقتصاديّ والمجالات الإنتاجية، وتحقيق مبدأ التنمية الاجتماعية
حيث إنّ الفرد المتمتّع بالصحة النفسيّة قابل لتحمل المسؤولية واستعمال طاقاته وقدراته وكفاءاته إلى الحد الأقصى
فالشخصية المتكاملة للفرد تجعله أكثر فاعلية وإنتاجية