بعد انتهاء عرض مسلسل مسار إجبارى، تتأكد الفكرة التى اختير لها الاسم المناسب من قبل فريق العمل، المسار الإجبارى

الذى يفرض على الجميع دون إرادة منهم أو ربما فى قراءة أخرى أن القدر ما هو إلا طريق سنخطو خطواته غصبا حتى وإن كانت رغباتنا شيئا آخر نحن أمام عائلتين فرض عليهم التعامل مع نتائج خطأ الأب

بداية من التعايش والتأقلم مع بعضهم، رغم اختلاف العائلتين فى الطبقة والثقافة، مرورا بالأبناء الذى يفرض عليهم الواقع معرفة جانب آخر من الأب كان مجهولا، وزوجتان تكتشف كل منهما أنها ليست الوحيدة

وبالرغم من ذلك تقررا هضم مرارة الاكتشاف من أجل الحفاظ على صحة الأبناء النفسية، وعدم تعرضهم للخطر، وقبولا للواقع الذى لا يمكن الفرار منه

فى سيناريو كتب بسلاسة وواقعية وذكاء، يبدو أنه يحكى قصة اجتماعية، وهو فى حقيقة الأمر يطرح تساؤلات كبرى دون مباشرة، وإنما بالتسلل إلى الوجدان

جمل حوارية رشيقة رغم بساطتها مع المحافظة على التشويق والسرد الممتع والإيقاع الذى لم يترهل

نادين خان مخرجة كبيرة، رغم صغر عمرها الفنى، ومع انتهاء حلقات المسلسل بات واضحا أنك أمام مخرج واع يفهم النص جيدا، ويوظف كل أدواته من أجل إيصال المعنى المطلوب

ولديها قدرة على تحريك جميع الممثلين وإدارتهم بأفضل ما يمكن

أحمد داش وعصام عمر من الفنانين الذين يحترموا موهبتهم، يمكنك أن ترى التفاصيل التى أضافها كل منهما لشخصيته للتأكيد على بعد نفسى أو طبيعة شخصية

مثل قضم الأظافر عند عصام عمر، واللزمة الكلامية التى يستخدمها داش، وتميز بسمة تحت قيادة نادين خان، إذ تقدم أفضل أداء تمثيليا لها

وصابرين تقدم الأم الحازمة التى تظهر حزما رغما عنها بطريقة أداء شديدة الخصوصية

هذا الموسم الرمضانى تتفوق الموسيقى التصويرية، وتشارك فى البطولة بعدد من الأعمال الدرامية عن وعى بطبيعة النص الدرامى

وتعمقا فى إيصال ما يريد إلى المشاهد، ومن أكثر ما لفت انتباهى إلى الآن هو أمين أبوحافة فى «الحشاشين»، خالد الكمار فى «عتبات البهجة»، أمين خلف فى «مسار إجبارى»، خالد حماد فى  ، إمبراطورية ميم