مقتل تشارلى كيرك يعمق آلام العنف السياسى فى أمريكا.. ترامب يصفه بشهيد الحقيقة والحرية

الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥
مجدداً، تعود الولايات المتحدة إلى دائرة العنف السياسى، هذه المرة باغتيال شخصية بارزة من فلك
الرئيس دونالد ترامب، وهو الناشط المحافظ تشارلى كيرك، مؤسس منظمة نقطة تحول
الولايات المتحدة، والذى يقول الخبراء إنه لعب دوراً حاسماً فى حشد أصوات الناخبين
لاسيما الشباب لصالح ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024
جاء اغتيال تشارلى كيرك بطلقة واحدة أطلقها عليه مسلح، تصرف بمفرده على الأغلب، أثناء حديث كيرك
فى فعالية بجامعة يوتا مساء، الأربعاء، ليتم إعلان وفاته بعدها، بينما لا يزال مطلق النيران هارباً
كان كيرك من أبرز مقدمى البودكاست، ومناصراً ثقافيًا وحليفًا للرئيس دونالد ترامب. وبحسب
ما قالت وكالة أسوشيتدبرس إن كيرك قاد جهودًا لإعادة صياغة جهود الحزب الجمهورى لتشجيع الناخبين
على التصويت فى انتخابات 2024، استنادًا إلى نظرية مفادها أن هناك آلافًا من مؤيدى ترامب نادرًا
ما يصوتون، ولكن يمكن إقناعهم بالتصويت، كما كان كيرك مؤيدا قوياً لإسرائيل
ومدافعاً عن حربها الوحشية فى غزة
ورداً على الحادث، أمر الرئيس دونالد ترامب بتنكيس الأعلام حتى يوم الأحد، رقم أن كيرك لم يكن
مسئولاً رسميا سابقاً أو حاليا، وقال ترامب إنه وكيرك تربطهما علاقة وطيدة، ووصفه بأنه رجل عظيم
من الألف إلى الياء، ونعاه قائلاً: إنه كان محبوبًا ويحظى بإعجاب الجميع، خاصةً هو، والآن رحل عنا
ووصفه بأنه شهيد من أجل الحقيقة والحرية
وقال ترامب في مقطع فيديو على شبكته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي إنّه منذ سنوات
واليسار الراديكالي يشبّه أمريكيين رائعين من أمثال تشارلي بالنازيين وبأسوأ المجرمين والقتلة الجماعيين
في العالم. هذا النوع من الخطاب مسؤول بشكل مباشر عن الإرهاب الذي نشهده اليوم في بلدنا
وهذا الأمر يجب أن يتوقف فوراً
وأضاف: ستتعقب إدارتي كل من ساهم في هذه الجريمة الشنيعة وفي أي عنف سياسي آخر
بما في ذلك المنظمات التي تمولهم وتدعمهم
بدوره، أعلن حاكم يوتا الجمهورى سبنسر كوكس أن مقتل تشارلي كيرك هو اغتيال سياسي
وقال كوكس: "هذا يوم مظلم لولايتنا، هذا يوم مأسوي لبلدنا، أريد أن أكون واضحاً: هذا اغتيال سياسي"
وجاء اغتيال كيرك ليزيد المخاوف من العنف السياسى فى الولايات المتحدة
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن حالة الحزن والصدمة الأولية بعد إعلان مقتل كيرك هيمنت عليها
دعوات مفتوحة للمحاسبة والانتقام، حتى إن البعض قال إن البلاد على شفا حرب أهلية
وذكرت الصحيفة أنه حتى قبل اغتيال تشارلى كيرك، كانت هناك بوادر أزمة سياسية وشيكة
فقد أدى تصاعد الاستقطاب وتراجع حدة الخطاب العام إلى تضييق مساحة التفاهم المشترك
وازدادت أعمال العنف، التى تستهدف شخصيات من اليسار واليمين
لكن مقتل كيرك فى حرم جامعى بولاية يوتا يوم الأربعاء يثير احتمال دخول البلاد مرحلة أكثر خطورة
بحسب نيويورك تايمز
أثارت هذه الآراء قلق الخبراء، الذين حذروا من أن تسامح الأمريكيين مع
الهجمات ذات الدوافع السياسية يتزايد بوتيرة مذهلة
ونقلت نيويورك تايمز عن روبرت بيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، والذى يجرى استطلاعات
رأى منتظمة لقياس المواقف تجاه العنف السياسى منذ اقتحام الكونجرس فى 6 يناير 2021، قوله
نحن فى الأساس بلد سريع الاشتعال، نشهد سياسات أكثر تطرفًا ودعمًا للعنف أكثر من أى وقت مضى
منذ أن بدأنا إجراء هذه الدراسات فى السنوات الأربع الماضية
تم تصوير حادثة إطلاق النار على كيرك من زوايا متعددة بالفيديو، وسرعان ما انتشرت لقطات
مروعة للدم ينزف من رقبته على نطاق واسع
جاء هذا بعد أيام قليلة، من لقطات مماثلة ومزعجة لشاب راكب فى وسائل النقل العام فى
شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية، حيث تم طعنه حتى الموت على يد شخص غريب فى هجوم غير مبرر
ودخلت تلك الجريمة فى جدل وطنى متصاعد حول رغبة الرئيس ترامب فى إرسال الجيش
إلى المدن التى يقودها الديمقراطيون لمكافحة الجريمة
وفى بلد يصف فيه الرئيس خصومه بـ"الحثالة"، ويتهمه خصومه بالفاشية، بدا للكثيرين أن
نسيج الخطاب العام قد اهتز بشكل لا يحمد عقباه
وكان كيرك، النشط بقوى على وسائل التواصل الاجتماعى، منخرطًا بعمق فى النقاش
حول الجريمة، حيث نشر على موقع X قبل ساعات فقط من إطلاق النار عليه أنه
"من الضرورى تمامًا تسييس" جريمة قتل شارلوت